يقوم درس تربية تشكيليّة على وضعيّة تعلّميّة تتأسّس على هدف أو مقصد, يحاول التّلميذ الوصول إليه في إطار إشكالية تطرحها الوضعيّة الاقتراحيّة. و لا يتمّ ذلك إلا بالإعلان عن هذا الهدف أو المقاصد, المنبثقة من الأهداف الموجودة في البرامج الرّسميّة.
وتحقيقا لأكثر جدوى و منهجيّة في صياغة هذه الأهداف, يمكن للأستاذ أن يستند عند صياغة هدف دروسه إلى بعض التّصنيفات المعروفة التّي تساعده على تحديدها بدقّة و فاعليّة.
يتناول علم التّصنيفات تصنيف الأهداف البيداغوجيّة حسب مختلف تعريفاتها و يقوم على : مبدأ ترتيب هذه الأهداف, ثمّ ترتيبات متفرّعة تأخذ بعين الاعتبار مبدأ مختلف التّقسيمات , وأخيرا على أمثلة توضّح تلك التّقسيمات,وتمكّن هذه التّصنيفات من التّنظيم المحكم للدّروس بطريقة تساعد على التّقييم التّدريجي للمتعلّم و ذلك ب:
- اعتماد جدول نستنتج فيه الأهداف السّلوكيّة التّي يمكن تقييمها و ذلك بالعودة طبعا إلى تلك التّقسيمات.
- تحليل الأهداف الموجودة سابقا.
- إعداد تلك الأهداف بشكل متفرّع و متدرّج حسب التّقدّم في الدّروس أو البرنامج.
و يكون صياغة هدف الدّرس بالعودة إلى مختلف مستويات التّصنيفات حسب النّوايا التّي يسعى الأستاذ إلى بلوغها: فعند تحديد طبيعة النّتائج المبرمجة يجب على الأستاذ الاستناد إلى أحد الميادين المعرفيّة المقسّمة في هذه التّصنيفات إلى: الميدان المعرفي المتمثّل في المعارف والمهارات الفكريّة, ثمّ الميدان الشّعوري المرتبط بالمواقف والقيم... وأخيرا الميدان النّفسي/الحركي المتعلّق بالمهارات الحركيّة, و بالتّالي فالفعل المعلن عنه يجب أن يعبّر عن مقصد أو نيّة واضحة و قابلة للتّحقيق و ممكنة التّقييم.
التّصنيفات المعرفيّة
بنجمان بلوم : هو عالم أمريكي في علوم التّصنيفات, يعتبر أوّل من قام بتصنيف الأهداف البيداغوجيّة.تقوم تصنيفات بلوم المعرفيّة على كلّ ما يستدعي البعد المعرفي , و الأنشطة الفكريّة بكلّ مستوياتها, قام بتقسيمها إلى 6 مستويات مختلفة و متدرّجة في مستوى تعقّدها:
1- المعرفة: تخزين واسترجاع المعلومة
2- الفهم: فهم المعاني
3- التّطبيق: اعتماد القواعد و المبادئ المنطقيّة لفكّ أو حلّ مشكلة
4- التّحليل: تحديد و تعريف مختلف مكوّنات الكلّ للتّعرّف على الأفكار
5- التّأليف: وهي الجمع و التّأليف بين الأجزاء لتكوين الكلّ
6- التّقييم: إسناد حكم قيمي, نوعيّ كان أو عددي.